تودع (الكلمة)، والتي تصدر في لندن ويرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، في هذا العدد الجديد، العدد 85، مايو/ آيار 2014، جابو العظيم، جابرييل جارثيا ماركيز، أحد أهم الروائيين في العالم في نصف القرن الأخير، صاحب «مائة عام من العزلة» وغيرها من روائع الرواية في بتقرير عنه ينتهي بآخر ما كتب، وقصيدة مستوحاة من عوالمه. كما تهتم بقضايا الأدب والنقد والفلسفة الإسلامية والسياسة في العالم العربي، وبهموم بنيه وتطلعاتهم للتحرر من القهر والتبعية والطائفية، وهم يفكرون في مألات الربيع العربي ومؤامرات الثورة المضادة ضده. ففيه أكثر من مقال يتناول قضية المتاجرة بالدين في هجمة الثورة المضادة على الربيع العربي، بدءا من زمن التغابن وليس انتهاءا بثلاثية المهمشين التي ترى أن الدين قد هوى من عليائه السامى وأصبح أداه لتكريس الاستبداد والتخلف، وغطاء لمشروعات توسعية، ووسيلة للهيمنة الأمريكية المتحالفة مع الصهيونية العنصرية. كما يقدم العدد محورا عن المسرح يتناول أكثر من عرض وأكثر من كتاب عنه، وآخر عن السجن السياسي الذي لم يفلح يوما في إخماد الصوت الآخر، يتناول كتابين عن تجربة السجن بأسلوبين مختلفين: أسلوب السخرية في حالة السجن المصري، وأسلوب الوثيقة المأساة في حالة أبشع السجون المغربية «تزمامارت». وفي العدد أيضا ملف عن الفنان التشكيلي العراقي ياسين عطية الذي راح غيلة نتيجة للعنف المجنون في العراق. وقد جاءت رواية العدد مع عدد من قصصه من هذا البلد المكلوم. أما ديوان العدد فهو أنطولوجيا من الشعر التونسي الجديد. كما ينطوي العدد على عدد من الدراسات التي تتابع بالتحليل والمسح والتمحيص منجزات الإبداع العربي من شعر ورواية ومساراته؛ مع المزيد من القصائد والقصص، وأبواب {الكلمة} المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد ومراجعات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية.
وتقدم الكلمة، في الذكرى السنوية لمقتله، ملفا عن الفنان التشكيلي العراقي ياسين عطية والذي قتل إثر انفجار سيارة مفخخة في بغداد. الملف يلقى الضوء على ياسين الفنان والإنسان من خلال مساهمات العديد من الكتاب. في باب دراسات يقدم الباحث المغربي سالم اكويندي تحليلا تفصيليا لأحد العروض المسرحية التي شاركت في الدورة السادسة لمهرجان المسرح العربي المنظم في الشارقة مطلع السنة الحالية، من خلال تتبع مسار الحكاية والتأويل في العرض المسرحي البحريني الذي راهن على تمسرح الشفهي والحكائي. ويقدم الباحث السوداني أحمد ابراهيم أبوشوك في دراسته "أحاديث برلينية لابن فضل الله" قراءته لكتاب يلخص رحلة حياة فكرية وإنسانية سودانية، ويستعيد عبر رؤى الكتاب وكاتبه بعض هموم السودان، وتقدم الكاتب المغربي نزهة مليحة "بين الكوني والمشروط تاريخيا" قراءة متأنية جديدة لرائعة نجيب محفوظ الإشكالية التي لاتزال مفتوحة على الكثير من التأويلات والأسئلة الصعبة. ويتأمل الباحث التونسي في شعرية الشرفة في كتابات محمد الخالدي أحد مفردات عالم كاتب تونسي تنقل بين الشعر والرواية ولكنه أسس فيهما معا مفردات عالمه الجمالية وشفراته الدالة. وتنشر الباحثة السودانية خديجة صفوت "زمان التغابن كفائض إنتاج التقية" فصلا آخر من حواريتها الفكرية التي ترى سجالات الحاضر وإشكالياته المراوغة وقد انعكست على مرايا الماضي، وتتعقب تواريخها وصورها القديمة. وفي "ثلاثية التأريخ للمهمشين.. قراءة جديدة" للكاتب المصري عمر مصطفى لطفي قراءته في مشروع مهم يسعى لا لكتابة تاريخ الحكّام، بل تاريخ المهمشين، في العالم العربي ثم الغربي ، وصولا لمصر التي يركز عليها في الكتاب الثالث. وفي دراسته للشعر المهجري "عناصر كلاسيكية في شعر المهجر" يشير الباحث الفلسطيني سليمان جبران إلى أنه لا يمكن تجاهل التجديدات الرومانسية لشعراء الرابطة القلمية، ولا التأثيرات المسيحيّة في نتاجهم.
وتقترح (الكلمة) ديوانا شعريا، موسوم ب"الأقدام أدماها الحصى والجبل قرب الأصابع!"، هو أقرب لأنطولوجيا شعرية باختيارات الشاعر والإعلامي التونسي عبدالفتاح بن حمودة، الذي حاول تجميع مشهد من قصائد الحركة الشعرية الجديدة في بلده، غني برؤاه ونصوصه الشعرية بما تقترحه من تجارب خصبة تتلمس أفق القصيدة الكوني. هذا الى جانب قصائد الشعراء: موسى حوامدة، عبداللطيف الإدريسي، غمكين مراد، فتح الله بوعزة، شريف الشافعي، حسن العاصي، عبدالرحمان مقلد. أما في باب السرد فيقترح العدد الجديد "تغريبة ابن زريق البغدادي الأخيرة" للروائي العراقي سلام عبود الذي يرحل بنا في بطون التاريخ العربي ناسجا نصه الممتع ومستوحياً حكايته من قصيدة ابن زريق الشهيرة وقصته. ونقرأ نصوصا للمبدعين زهر البيلسان، هشام عميري، محاسن حسن، حسن الخطيبي، أسامة الخواض، حسن بلاسم.
افتتح الناقد صلاح هاشم باب نقد ب"مهرجان كان بين التاريخ والسياسة" وهي دراسة مهمة عن تاريخ المهرجان وتحولاته الدالة، تعزيزا للدور المعرفي لـ(الكلمة) في تنوير قرائها، وإرهافا للوعي بالجدل المستمر بين الفن والسياسة. في "آآآآآه" الكاتب عيد اسطفانوس تأكيد على أن من اختطف ثورات الشعوب الوطنية لن يستطيع اختطاف ثورات قادمة. ويرى الباحث راسم قاسم في مقاله حول "الفلسفة الإسلامية وموقعها من الفكر الفلسفي الإنساني" أن الثقافة الإسلامية لم تكن لها فلسفة خاصة، وأن دورها اقتصر على نقل الفلسفة اليونانية، إلا أنه يشدد على تفلسفها نتيجة انفتاحها العقلي على العالم. ويسرد الكاتب المغترب حمودان عبدالواحد في "ربيع عربي في سوق البراغيت!" تفاصيل تجوله في "سوق البراغيث" في مرسيليا، وعثوره على كتاب سطرت عليه عبارة دالة وكافية لتداعي أفكاره حول الثورات المضادة التي تعصف بـ"الربيع الحقيقي". ويتناول الكاتب المصري بليغ حمدي اسماعيل "مستقبل الحركات الإسلامية في مصر" حيث يرى الكاتب أن ظهور الحركات الإسلامية تأكد بالتضاد مع المؤسسة الدينية، وأن الأزمة الاقتصادية حققت لها الشعبيّة. في مقاله من "النصوص الى النفوس" يشدد الباحث أحمد بلخيري على ضرورة أن يتخلص النقد المسرحي المغربي من العلاقات الشخصية، وعليه يطالب النقاد بقراءة النصوص بحياد، وأن لا يجعلوا الاختلاف في الرؤية سبباً للعداوة. ويشير الكاتب جواد بولس في مقالته "محامون تحت نارين" إلى أنه في الحين الذي تستمر فيه إسرائيل بممارسة احتلالها، تداوم فلسطين على معيش فجيعتها وواقع نزيفها. وعن ابراهيم درغوتي ومنجزه السردي تقدم الباحثة شادية شقرون مقاربة سيميائية لبعض أعمال الكاتب مستعينة بالمتعاليات النصية لجيرار جينات والمقاربة السيسيونصية لبيار زيما.
ويعود باب علامات لمقالة نشرت سنة 1909 في دورية المقتبس لصاحبها محمد كرد علي، وفيها يؤكد كاتبها أبو العلاء الدمشقي، أهمية فن المسرح في الحياة الثقافية للشعوب، ويدعو لمسرح عربي متواشج مع ثقافته، كما يسلط الضوء على أهمية الوظيفة الأخلاقية والتربوية التنويرية لهذا الفن ودورها المؤثر في سبيل مجتمع جديد. في باب مواجهات نقرأ حوار مع الشاعر محمد حلمي الريشة أجراه عزيز رحموني حيث يؤكد الشاعر الفلسطيني أن الشِّعرُ، والإِبداعُ العربيُّ عمومًا، هو الجدارُ الأَخيرُ للإِنسانِ العربيِّ في مواجهة الواقع الردئ. في باب كتب يتناول الناقد المصري شوقي عبدالحميد يحيى قصص مجموعة "بنات الأحلام" بين الداخل والخارج حيث يتزاوج الواقع بالرؤى الداخلية، ويتوقف الباحث المغربي عبدالرحيم مؤذن عند "تمام يا فندم" وهو كتاب يدور حول نقد السجن في قالب يغلب عليه الطابع الساخر، عن طريق التقاط الدال في هذه التجربة. أما أحمد فرج فيقارب "تمظهرات الخطاب السردي في رواية اللجنة لصنع الله ابراهيم"، ويستقصي الباحث مصطفى بواكيس في "شعرية المسرح وامتداداتها النقدية" مجمل أعمال الناقد محمد أبو العلا المراهن على استعادة سؤال الكتابة المسرحية وفق مشروع قرائي مجاوز، ويقرأ الناقد العراقي حسين سرمك حسن قصصا من "أدب الحرب الكبير يكتب بعد الحرب"، حيث عالج فيها الإثار النفسية للفاجعة، ليختتم هذا الباب بعرض الكاتب الأردني زياد الوهر "وصمة العار.. تازمامارت" لكتاب يسرد لنا فيه الضابط المغربي أحمد المرزوقي تجربة سجنه التعسفي طوال 20 عاما في معتقل الموت والهلاك "تزممارت".
بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت: http://www.alkalimah.net